الأهالي يلجؤون إلى الدروس الخصوصية لتحسين مهارات أطفالهم في لعبة Fortnite
يواجه بعض الآباء مشاكل فيما يتعلق بالدروس الخصوصية، وتكمن المشكلة الآن في أن هذه الدروس الخصوصية لا تتعلق بالمناهج الدراسية، بل بأكبر لعبة في العالم Fortnite Battle Royal، والتي تتمحور فكرتها حول إطلاق النار وأنك غير مسلح ومحاط بما يصل إلى 99 لاعبًا يحاولون قتلك.
ويضطر الأهالي إلى الدفع للمعلمين عبر الإنترنت من أجل مساعدة أطفالهم على تحسين أدائهم فيما يتعلق بلعبة Fortnite Battle Royal، والتي تحولت إلى ظاهرة ثقافية عصفت بالعالم، وشكلت نقلة هائلة في مجال الألعاب، حيث ارتفع عدد المستخدمين النشطين شهريًا إلى أكثر من 125 مليون مستخدم في أقل من عام، مع الإشارة إلى وجود العديد من الأشخاص غير المعجبين بالمحتوى العنيف الذي توفره.
وازدادت شعبية اللعبة، الصادرة في شهر يوليو/تموز من العام الماضي، بمجرد إطلاق نسخة مجانية في شهر سبتمبر/ايلول، مع توافر القدرة على لعبها عبر منصات الألعاب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسب، وجرى تنزيلها أكثر من 45 مليون مرة منذ أن تم وصفها على أنها ذات تأثير إدماني مشابه لتأثير لعبة ماين كرافت Minecraft.
ويمتلك موقع Gamer Sensi المئات من المدربين، حيث أن العديد منهم يتخصصون في لعبة Fortnite Battle Royal، ويتقاضون ما بين 10 و 25 دولار في الساعة، وذلك مقابل تقديم خدماتهم عبر الإنترنت والمساعدة في تحسين طريقة اللعب.
ويطلق أحد المدرسين على نفسه الاسم الرمزي Convertible، حيث تتمثل خبرته في اللعب ضمن فرق مختلفة من محترفي الألعاب الإلكترونية eSports في الولايات المتحدة وأوروبا وكوريا، ويوضح أنه كان مدربًا رئيسيًا لفريق Fortnite Battle Royal التابع لشركة سامسونج، ويقول ضمن ملفه التعريفي: “تتضمن الجلسة النموذجية مراجعات وتحليلاً ذاتيًا لأخطاء الشخص وتحليل فردي للإحصاءات”، حيث أنه يقدم للطلاب نصائح وحيل لتحسين طريقة اللعب والتواصل.
ويبدو أن هناك عدة أسباب رئيسية تجبر الأهالي على الدفع مقابل تحسين قدرة أطفالهم على اللعب، حيث أنهم قلقون بشأن المكانة الاجتماعية لأطفالهم مع زملائهم في الصف، حيث تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أولياء الأمور الذين يشعرون بالقلق من أن أطفالهم يتعرضون للاستبعاد من الحياة الاجتماعية لأنهم بالكاد يستطيعون مواصلة اللعب لمدة دقيقة دون تعرضهم لإطلاق النار من الخلف.
وقال أحد الآباء الذي لديه طفل يبلغ من العمر 10 سنوات: “هناك ضغوط ضمن هذه اللعبة لا تقتصر على مجرد اللعب بها، بل يجب أن تكون جيدًا في طريقة اللعب، ويمكنك أن تتخيل كيف كانت تلك الضغوط تؤثر على الطفل ضمن المدرسة”.
ويبدو أن الأمر لا يتقصر على الاستبعاد الاجتماعي، والذي يتسبب في بحث الأهالي عن مدرسين خصوصين عبر الإنترنت لتحسين مستوى لعب أطفالهم، إذ يقدم عدد متزايد من الكليات منحًا دراسية لفرق الرياضات الإلكترونية، بما في ذلك بعض أفضل لاعبي Fortnite Battle Royal، حيث يمكن أن تكون الرياضات الإلكترونية مهنة مربحة لكل من اللاعبين والكليات.
وأعلن أحد النوادي الرياضية الإلكترونية المسمى تسبا Tespa أنه سيقدم هذا العام أكثر من مليون دولار على شكل منح دراسية وجوائز للطلاب المتنافسين في ست ألعاب فيديو مختلفة.
ويتم الآن توظيف بعض مدربي موقع Game Sensai من قبل الكليات للمساعدة في تدريب فرقهم، ويتباهى أحد المدربين المسمى Luke Keller، والذي يتخصص في لعبة Overwatch المشابهة للعبة Fortnite Battle Royal، بحصوله على منحة دراسية بقيمة 20 ألف دولار وراتب مدرب للتدريب في الجامعة، وتعتبر صفحته مليئة بالمراجعات ذات الخمس نجوم.