هواوي في دائرة الضوء البريطانية بسبب البرمجيات الأمريكية
تواجه شركة هواوي الصينية تدقيقًا إضافيًا من قبل المملكة المتحدة بسبب استخدامها مكونات برمجية قديمة تابعة لشركة أمريكية، وبالرغم من أن الولايات المتحدة تعد إحدى الدول التي يزعم فيها المشرعون أن معدات هواوي يمكن أن تسهل التجسسس الصيني، لكن هواجس المملكة المتحدة تنبع جزئيًا من علاقة هواوي مع الشركة الأمريكية.
وقال تقرير صدر الشهر الماضي عن مجلس إشراف حكومي بريطاني مكلف بتحليل معدات هواوي أنه عثر على عيوب في سلسلة التوريد التقنية، والتي قد تعرض بدورها شبكات الاتصالات في البلاد لمخاطر أمنية جديدة، ووفقًا لوكالة رويترز فإن أحد هذه الأسباب يرجع إلى استخدام هواوي لنظام التشغيل في الوقت الحقيقي VxWorks المصنع بواسطة شركة ويند ريفر Wind River الواقع مقرها في كاليفورنيا.
وأوضحت المصادر أن إصدار VxWorks الذي تستخدمه هواوي سوف يتوقف عن تلقي التصحيحات الأمنية والتحديثات من الشركة المطورة في عام 2020، مما قد يجعل شركات الاتصالات البريطانية عرضة للخطر.
وابتعد تقرير شهر يوليو/تموز عن ذكر اسم VxWorks، لكنه أوضح أن هناك برمجيات طرف ثالث، بما في ذلك المكونات الأمنية الهامة، سوف تتوقف عن تلقي التحديثات والتصحيحات، وذلك على الرغم من أن تاريخ انتهاء صلاحية منتجات شركة هواوي التي تحتوي على هذا المكون أطول من ذلك بكثير.
وقال المشرعون الأمريكيون والأستراليون إن منتجات هواوي يمكن استخدامها لتسهيل عمليات التجسس الصينية، وهو ما نفته أكبر شركة منتجة لأجهزة الاتصالات في العالم، وبحسب المصادر فإنه لا يوجد أي مؤشر على أن استخدام الإصدار القديم من نظام التشغيل VxWorks كان متعمدًا، كما لا يوجد أيضًا أي اقتراح بأن البرنامج بحد ذاته يمثل خطرًا أمنيًا.
ويبدو من الواضح أن هذا الأمر ليس كافيًا لطمأنة مجلس الرقابة بشكل كامل حول ممارسات هواوي، ولم يتمكن تقرير وكالة رويترز من تحديد منتجات هواوي المتعلقة بهذه المشكلة أو ما هي الخطوات التي قد تتخذها الشركة الصينية لمعالجة هذه القضية.
وقالت متحدثة باسم شركة ويند ريفر إنها لا تستطيع التعليق على تصرف شركة هواوي، لكنها أوضحت أن الشركة غالباً ما تساعد العملاء على الترقية إلى إصدارات أحدث، وقالت: “تقدم ويند ريفر طرق الانتقال والترقية لعملائها، والتي يجب أن تكون معروفة ومفهومة إلى حد كبير”.
ورفض متحدث باسم شركة هواوي التعليق على عدد من القضايا المحددة الواردة في التقرير، لكنه أوضح أن الشركة ملتزمة بمعالجة أي قضية تشير إليها السلطات البريطانية، وقال: “يبقى الأمن السيبراني على رأس أولويات هواوي، وسنواصل العمل بنشاط على تحسين عمليات الهندسة وأنظمة إدارة المخاطر”.
وتمكنت هواوي من تعميق العلاقات مع المملكة المتحدة، في الوقت الذي تحركت فيه الولايات المتحدة وأستراليا لتقييد استخدام معداتها بسبب المخاوف الأمنية، حيث قامت الشركة الصينية بتوريد معدات إنترنت النطاق العريض إلى BT Group، وهو أكبر مزود لخدمات الاتصالات في المملكة المتحدة، كما ساعدت في إعداد شبكات المحمول اللاسلكية لمجموعة فودافون العملاقة Vodafone.
وقال المستشار إدوارد أموروزو Edward Amoroso، وهو مسؤول أمن سابق في شركة الاتصالات الأمريكية AT&T، إن تجربة شركة هواوي في بريطانيا أظهرت تحديات تأمين سلاسل التوريد الدولية، وبالرغم من أنه لا ينبغي لأحد أن يرفض هواوي كمورد فقط بسبب موقعها الجغرافي، إلا أن الاعتماد على البرامج ذات الدعم التقني المنتهي هو مصدر قلق مشروع.
تجدر الإشارة إلى صناعة التكنولوجيا أصبحت ذات طبيعة عالمية، وتخضع لرقابة متزايدة، حيث تسعى الدول للحد من استخدام المعدات المصنعة من قبل دول أخرى تعتبرها خصمًا لها، حيث تعمل وزارة الدفاع الأمريكية على قائمة “لا تشتر” لمنع البائعين الذين يستخدمون برمجيات مصدرها روسي أو صيني، كما واجهت روسيا مشكلات في تنفيذ قانون تخزين البيانات دون الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية.