السعودية والامارات تتصدران دول العالم في تقديم الخدمات عبر الأجهزة المتحركة
دبي – موبايل ترند:
حدّدت شركة أكسنتشر خمسة توجهات تقنية من شأنها المساهمة في إعادة صياغة ملامح الأسواق وتشكيل منظومات رقمية جديدة. جاء ذلك في التقرير السنوي الذي تُعدّه الشركة بشأن المشهد العالمي للتقنية، والذي أظهر أن شركات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية في إقليم الشرق الأوسط وضعت استراتيجيات ومشاريع تتيح لها اغتنام الفرص السانحة لإحداث التحول الاقتصادي الرقمي المنشود.
وتضمّ التوجهات التي حددها تقرير الرؤية التقنية لأكسنتشر 2015: إضفاء طابع شخصي على الإنترنت لابتكار الإنترنت الفردية Internet of Me، وتحويل التركيز من بيع الأشياء لينصب على بيع النتائج في ظلّ اقتصاد الحصيلة Outcome Economy، والمنصات الرقمية التي تساعد في ابتكار منتجات وخدمات من الجيل التالي في إطار ثورة المنصات وتطويرها Platform (R)evolution. أما رابع هذه التوجهات فهو الحلول البرمجية الذكية المستخدمة في أرجاء الشركات لتحويلها إلى شركات ذكية Intelligent Enterprise، وأخيراً، الأجهزة والأدوات الذكية التي تساند الموظفين في عملهم في إطار إعادة تصوّر قوى العمل Workforce Reimagined.
واستطلعت أكسنتشر، في سياق إعداد هذا التقرير، آراء أكثر من 200 من كبار صانعي القرار في القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية. وأفادت غالبية المستطلعة آراؤهم في المقابلات (62 بالمئة في دولة الإمارات و83 بالمئة في السعودية) بأنهم شهدوا ارتفاعاً في وتيرة اعتماد التقنية في شركاتهم ومؤسساتهم على مدى العامين الماضيين. وأظهر الاستطلاع أن حوالي نصف الشركات والمؤسسات في الشرق الأوسط (48 بالمئة في دولة الإمارات و53 بالمئة في السعودية) تنشط في الاستثمار في التقنيات الرقمية، في حين تقوم أربع من كل عشر شركات ومؤسسات بتقييم هذه التقنيات (41 بالمئة في دولة الإمارات و43 بالمئة في السعودية).
وقال بول دوغرتي، كبير مسؤولي التقنية لدى أكسنتشر، في تعليق له على التقرير، إن العديد من الشركات والمؤسسات “بدأت تعمل على توسعة إمكانياتها للاستفادة من منظومة رقمية أوسع نطاقاً، لا سيما وأنها تعمل على تصميم الجيل المقبل من منتجاتها وخدماتها ونماذج أعمالها بُغية إحداث التغيير على نطاق أوسع، وذلك بعد أن أصبحت الرقمنة جزءاً من النسيج الأساسي لكثير من تلك الجهات”، وأضاف: “شرعت أبرز الشركات والمؤسسات في إقليم الشرق الأوسط تخطط وتنفذ أهدافها المتعلقة بالتحوّل الرقمي، استجابة للاحتياجات سريعة التغيّر للسكان المتسمين بارتفاع الوعي الرقمي”.
وأظهر الاستطلاع تقدم المؤسسات العاملة في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في طرح وتقديم خدماتها عبر تطبيقات للأجهزة المحمولة عند مقارنتها بغيرها من المؤسسات في باقي دول العالم التي شملتها الدراسة. فقد أكد جميع المشاركين في الدراسة من دولة الإمارات و97 بالمئة من المشاركين من السعودية أنهم إما طرحوا خدماتهم عبر التطبيقات الذكية فعلاً أو أنهم في طور طرحها للعملاء أو الموظفين أو شركاء الأعمال، مقارنة بمتوسط قدره 94 بالمئة في البلدان الأخرى التي شملها الاستطلاع.
تالياً عرض لبعض النتائج الإضافية من المشاركين في الاستطلاع من دول المنطقة، مفصلة حسب التوجهات التقنية الناشئة، وهي:
- الإنترنت الفردية تغيّر طريقة تفاعل الناس في جميع أنحاء العالم عبر التقنية، واضعة المستخدم النهائي في مركز كل تجربة رقمية.
في هذا السياق، قال أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين في استطلاع الشرق الأوسط (87 بالمئة في الإمارات و82 بالمئة في السعودية) إن إتاحة تجربة ذات طابع شخصي للعميل تأتي ضمن أهم أولويات العمل الثلاث، فيما قال النصف تقريباً (46 بالمئة في الإمارات و49 بالمئة في السعودية) إنهم يشهدون عوائد إيجابية على استثماراتهم في التقنيات التي تمكّنهم من إضفاء الطابع الشخصي على تجارب العملاء. وقد وُجد أنه باستثناء الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية، فإن المشاركين من السعودية أقوى من نظرائهم في الإمارات في مسألة تبني التقنيات الرقمية في غضون السنوات الأربع المقبلة، بما في ذلك التقنيات القابلة للارتداء وأجهزة التلفزيون المتصلة والسيارات المتصلة والأكشاك التفاعلية والأغراض الذكية. وعندما طُلب من المشاركين في الاستطلاع تحديد أبرز عائق أمام تبني تقنيات إضفاء الطابع الشخصي، ذكر المشاركون في الإمارات “الافتقار إلى نضج التقنيات”، بينما ذكر نظراؤهم في المملكة “المخاوف الأمنية”.
- تقوم الأجهزة الرقمية بدعم تشغيل اقتصاد الحصيلة وتساند قيام نموذج أعمال جديد ينقل التركيز من بيع الأشياء لينصبّ على بيع النتائج.
ويتوقع أكثر من تسعة من كل عشرة مشاركين في الشرق الأوسط (96 بالمئة في الإمارات و91 بالمئة في السعودية) أن تتحول الشركات والمؤسسات بشكل متزايد من بيع المنتجات أو الخدمات إلى بيع النتائج مع تزايد لجوئها إلى استخدام المعدات والأجهزة الذكية والمستشعرات. وفي حين اتفق المشاركون في الاستطلاع من كل من الإمارات والسعودية على مسألة اعتبار أن الهواتف الجوالة والحواسيب اللوحية والتقنيات الذكية ثلاثة من التقنيات الأكثر تأثيراً، فقد وُجد بونٌ واسع في وجهات النظر بين المشاركين من البلدين بشأن تأثير التقنيات القابلة للارتداء، إذ اعتبر أكثر من ثلاثة أرباع المستطلعة آراؤهم في المملكة (76 بالمئة) أن لهذه التقنيات تأثيراً بالغاً، في مقابل أقل من النصف في دولة الإمارات (45 في المئة).
- تعكس ثورة المنصات وتطويرها الطريقة التي تصبح المنصات الرقمية فيها أدوات مفضلة لابتكار منتجات وخدمات من الجيل التالي، علاوة على منظومات كاملة في كل من العالمين الرقمي والمادي.
وتعتقد الغالبية العظمى من المشاركين في استطلاع الشرق الأوسط (97 بالمئة في الإمارات و90 بالمئة في السعودية)، وهما نسبتان تفوقان كل البلدان التي شملها الاستطلاع، أن حدود القطاعات ستصبح أقلّ وضوحاً مع إعادة تشكيل المنصات التقنية لملامح القطاعات في منظومات أكثر اتصالاً. لذلك فمن غير المستغرب أن المشاركين في الشرق الأوسط كانوا أكثر ميلاً من نظرائهم العالميين للقول إنهم يخططون للمشاركة مع شركاء أعمال من خارج قطاعاتهم في مبادرات رقمية من قبيل حلول مشتركة جوالة أو عبر الإنترنت، وهو ما أبداه 49 بالمئة من المشاركين في الإمارات، و50 بالمئة من المشاركين في السعودية، في حين أن متوسط النسبة 40 بالمئة فقط في البلدان الأخرى التي شملها الاستطلاع.
- تُحيل الشركات الذكية أجهزتها إلى أجهزة ذكية وتطبق الذكاء البرمجي في كل جوانب العمل، من أجل رفع الكفاءة والتطوير والابتكار إلى مستويات جديدة.
وفي هذا السياق، أفاد أكثر من ثلثي من تم استطلاع آرائهم في السعودية (69 بالمئة) وأكثر من تسعة من كل عشرة (95 بالمئة) في دولة الإمارات، بأن إدارة حجم البيانات المتولدة اليوم وتنوعها وسرعتها، أمر صعب جداً أو فائق الصعوبة، مقارنة بمتوسط قدره 55 بالمئة في البلدان الأخرى التي جرى فيها الاستطلاع. وفي الوقت نفسه، قال ما يقرب من 80 بالمئة من المشاركين في الشرق الأوسط إنهم يرون أن البرمجيات سوف تصبح قريباً قادرة على التعلّم والتكيّف مع عالمنا المتغير واتخاذ القرارات استناداً على الخبرات المستفادة، مع ظهور تطبيقات تحاكي بذكائها الإنسان.
- في إطار إعادة تصوّر القوى العاملة، باتت التطورات الحاصلة في واجهات الاستخدام البشري الأكثر بساطة والأجهزة القابلة للارتداء والآلات الذكية، توسع مجال التقنيات الذكية لتتفاعل مع بيئة العمل وكأنها عضو من أعضاء فريق العمل.
ومن هنا ترى الغالبية العظمى من المشاركين باستطلاع الشرق الأوسط (93 بالمئة في الإمارات و86 بالمئة في السعودية) أننا وصلنا إلى نقطة تحول في مسألة افتقار المواهب إلى مهارات تقنية المعلومات، ما من شأنه دفع الشركات للبحث في الحلول التقنية الناشئة من أجل تعزيز قواها العاملة. ويفكر نحو ثلثي المستطلعة آراؤهم (60 بالمئة في الإمارات و66 بالمئة في السعودية) في استخدام تقنيات تمكن الموظفين من إنجاز مهام كانت تتطلب مختصين في تقنية المعلومات. ومع ذلك، فإن نحو أربعة من كل خمسة (82 بالمئة في الإمارات و79 بالمئة في السعودية) يعتقدون أن الشركات والمؤسسات الناجحة سوف تعمل على إدارة الموظفين والأجهزة الذكية، مع الحرص على ضمان التنسيق والتعاون بين الطرفين. وقال أكثر من نصف المشاركين (56 بالمئة في الإمارات و54 بالمئة في السعودية) أنهم يستخدمون تقنيات تعزيز العمل، مثل التقنيات القابلة للارتداء، لتدريب قوى العمل لديهم تدريباً أفضل، فيما ذكر أكثر من أربعة من كل عشرة (45 بالمئة في الإمارات و42 بالمئة في السعودية) أنهم يُجرون تدريبات من أجل تحسين التعاون بين البشر والآلات في شركاتهم ومؤسساتهم.
من جانبه، قال عمر بولس، المدير التنفيذي لأكسنتشر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن تبني الابتكار والتقنية الذي بدأ بإحداث التحوّل المنشود في الشركات والمؤسسات الحكومية بأنحاء الشرق الأوسط “يمضي بوتيرة متسارعة”، لافتاً إلى أن تركيز الشركات والمؤسسات الرائدة “سوف ينصبّ منذ الآن على ابتكار منظومات رقمية والانخراط في هذه المنظومات التي تمتد إلى العملاء وشركاء الأعمال والموظفين وإلى غيرها من القطاعات”.