تعتبر أحدث تقنيات المعالجة الآمنة للوقود النووي المستهلك المطورة والمنفذة من قبل علماء الطاقة النووية الروسيين فريدة من نوعها وتتميز عن غيرها من التقنيات الأخرى كما يرى خبراء الصناعة الأجانب.
وقد عقدت ورشة العمل التي نظمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتمت خلالها مناقشة القضايا المتعلقة بضمان السلامة البيئية لمعالجة الوقود النووي المستهلك في كراسنويارسك؛ حيث قدم مشروع شركة (تي في إيه إل) TVEL (وهو فرع من فروع شركة روساتوم) والمعني بالتعدين والمزج الكيميائي (إم سي سي) MCC في جيليزنوغورسك تجربته في المعالجة الآمنة للوقود النووي المستهلك باستخدام غلق دورة الوقود النووي، وذلك في إطار ورشة العمل.
وفي سياق متصل، قال الخبير الألماني أولاف نيتشه، في تصريح له في جريدة الشركة Vestnik GKhK حول الأمان من الإشعاع “تتميز تجربة التعدين والمزج الكيميائي بتواجد مرافق إنتاج الوقود النووي وتخزينه وتجديده وتصنيعه في مكان واحد. وأود أيضًا أن أشير إلى تكنولوجيا إعادة المعالجة الكيميائية الإشعاعية للوقود النووي بدون نفايات سائلة في مركز رائد في مشروع التعدين والمزج الكيميائي، وهو ما يعد منهجًا جديدًا يعمل بشكل يتميز عن التقنيات التي تستخدم في فرنسا والمملكة المتحدة.”
يعتبر مشروع التعدين والمزج الكيميائي من مشروعات روساتوم الرائدة والتي توفر مجمعًا تكنولوجيًا كاملاً في مجال معالجة الوقود المستهلك وغلق دورة الوقود النووي في مفاعلات الطاقة النووية. ويركز المزج الكيميائي على ثلاثة مجالات إنتاجية، وهي: تجزين الوقود النووي المستهلك، وإعادة تدويره، وإنتاج وقود مزيج الأكسيد لمفاعلات النيوترون السريع.
ويعتبر التخزين “الجاف” لمشروع التعدين والمزج الكيميائي المرفق الوحيد للوقود النووي المستهلك في العالم الذي يستخدم التبريد بالهواء. وتعتبر هذه الطريقة أكثر أمانًا وفعالية من حيث التكلفة مقارنة بتقنيات تخزين الوقود النووي المستهلك المستخدمة في الخارج.
وبحلول نهاية هذا العام، من المزمع تشغيل مجمع جديد لأهم مركز عرض عصري رائد في مشروع التعدين والمزج الكيميائي؛ حيث سيتم اختبار أحدث التقنيات لمعالجة الوقود النووي المستهلك اللازم لغلق دورة الوقود النووي. ويعتبر أهم ما يميز هذه التقنيات هو عدم وجود النفايات السائلة الضعيفة في النشاط الإشعاعي.
ومن ثم، ستتوافر لدى مشروع التعدين والمزج الكيميائي فرصة فريدة ليثبت عمليًا إمكانية معالجة المواد النووية بدون الإضرار بالبيئة.
ينبغي أن يتحيز علماء البيئة للمفاعلات السريعة، لأنها تحرق الأكتينيدات المُعمرة، والتي تشغل المجتمع كثيرًا. وكانت هذه المهمة في غاية الصعوبة بالنسبة لكل من العلماء الفرنسيين والبريطانيين. ولكن لن يكون هناك مستقبل للطاقة النووية بدون إنجازها؛ حيث تعتبر المهمة التي نجح في حلها اليوم مصنع وقود مزيج الأكسيد في مشروع التعدين والمزج الكيميائي، من خلال إنتاج وقود للمفاعلات السريعة، مهمة نبيلة وحضارية، كما قال مايكل أوجفان، أخصائي في إدارة الطاقة النووية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تصريح له نشرته الجريدة.
وتجدر الإشارة إلى أن الشهر الماضي قد شهد توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين الاتحاد الروسي والمملكة العربية السعودية، وذلك يوم الخميس الموافق 18 يونيه، في أعقاب مقابلة الرئيس بوتين لنائب ولي العهد السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان.
وكانت المملكة العربية السعودية وروسيا قد وقعتا ست اتفاقيات، كان أهما اتفاقية في مجال التكنولوجيا النووية واستخداماتها في الأغراض السلمية مع الوكالة النووية الروسية روساتوم.
وبحسب تصريحات روساتوم، تعتبر هذه الوثيقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الروسية السعودية لخلق إطار قانوني للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة النووية. وقد تشمل المشروعات المستقبلية المشتركة بناء مفاعلات الطاقة النووية، وتوفير خدمات في مجال تدوير الوقود النووي والتي تتضمن تلك الخاصة بمحطات الطاقة النووية ومرافق المفاعلات البحثية.